
يكتسب الكركم والعسل اهتماماً متزايداً في الأوساط الصحية، ليس فقط لانتشارهما في المطبخ، بل كمزيج طبيعي يعزز من مقاومة الالتهابات ويدعم الصحة بشكل عام. وعلى الرغم من شهرتهما التاريخية في الطب الشعبي، إلا أن الكثير من الباحثين يشيرون اليوم إلى أهمية دراسة التأثيرات التكميلية عند تناول هذين المكونين معاً، حيث تجد منتجات الكركم والعسل رواجا كمكملات غذائية بالإضافة لاستخدامهما في وصفات منزلية.
الكركم يحتوي على مركب الكركمين، وهو المسؤول عن أهم فوائده الصحية، حيث يتميز بخصائص مضادة للالتهابات والأكسدة. المعلومات المنشورة في موقع هيلث تقول إن الكركمين من الممكن أن يلعب دوراً في تخفيف أعراض التهاب المفاصل وخفض مؤشرات الالتهاب مثل بروتين سي التفاعلي، إضافة إلى إمكانية تحسين مستويات السكر لدى المصابين بالسكري من النوع الثاني ومتلازمة التمثيل الغذائي. ورغم هذه النتائج الأولية، يشدد الأطباء على ضرورة توفر المزيد من الدراسات الموسعة والمؤكدة حول فاعلية الكركم العلاجية.
العسل أيضاً يمثل عنصراً مهماً بفضل احتوائه على مئات المركبات الصحية، وقد استخدم تقليدياً للحد من التهاب الحلق وتقليل السعال والمساعدة في علاج التقرحات التي تصيب الفم والبلعوم خاصة لدى مرضى السرطان أثناء العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. وتشير تقارير علمية إلى خصائص العسل المضادة للبكتيريا، واحتمالية مساهمته في تعزيز صحة الفم.
الدراسات المختبرية الأولية تلمّح إلى أن الجمع بين الكركم والعسل قد يزيد من تأثيرهما المضاد للالتهاب، فقد أظهرت بعض الأبحاث أن استخدام عسل المانوكا مع الكركمين يثبط نمو أنواع من البكتيريا. رغم ذلك، لم تثبت التجارب البشرية حتى الآن فعالية هذا المزيج مقارنة بتناول كل عنصر على حدة، إلا أن خبراء التغذية يرون أن العسل يمكن أن يحسن طعم الكركم وبالتالي يسهّل استهلاكه بشكل يومي.
المنتجات المكونة من الكركم والعسل متوفرة في الأسواق بعدة أشكال منها الكبسولات والمراهم والشاي ومشروب اللاتيه الذهبي، لكن ينصح دائماً باستشارة الطبيب قبل استخدامها خاصة لمن يعانون من السكري أو يتناولون أدوية أخرى، بسبب غياب جرعة يومية موحدة معتمدة طبياً.
في سياق آخر، نبهت جهات طبية إلى ضرورة الحذر من الإفراط في تناول مكملات الكركم، حيث سجلت تقارير وجود مخاطر محتملة على الكبد عند استعمال جرعات مرتفعة. من جهة أخرى، يؤكد المختصون أن الكركم والعسل آمنان بشكل عام إذا استُخدما في الإطار الغذائي المعتاد، مع ضرورة تجنب إعطاء العسل للأطفال دون السنة الأولى من العمر منعاً لاحتمال الإصابة بالتسمم الغذائي.