ضمادات مبتكرة لعلاج الجروح المزمنة تحقق نتائج مذهلة للمرضى وفق دراسات جديدة

ضمادات مبتكرة لعلاج الجروح المزمنة تحقق نتائج مذهلة للمرضى وفق دراسات جديدة
ضمادات مبتكرة لعلاج الجروح المزمنة تحقق نتائج مذهلة للمرضى وفق دراسات جديدة

نجح فريق من العلماء في معهد بحوث علم اللمف السريري والتجريبي في سيبيريا، التابع لأكاديمية العلوم الروسية، في تطوير مادة بوليمرية جديدة مضادة للبكتيريا يمكن الاستفادة منها في إنتاج ضمادات طبية مخصصة لعلاج الجروح. هذا الابتكار العلمي يستهدف بشكل أساسي معالجة القرح المزمنة التي تصيب كثيراً من مرضى السكري وكبار السن، حيث تمثل مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية إحدى أكبر العقبات أمام التئام الجروح بشكل طبيعي.

قالت مديرة مختبر المركبات الدوائية الفعالة أناستاسيا سولوفيوفا إن المادة أظهرت أداءً فاعلاً في اختبارات زراعة الخلايا، وتخضع حالياً لتجارب على حيوانات مختبرية من بينها فئران تحمل صفات وراثية لمرض السكري. أشار الباحث فيكتور أوفتشينيكوف إلى استخدام وحدة متخصصة للحصول على عينات من البوليمر، التي تُفحص بعد ذلك بالمجهر لضمان تحقيق الخصائص اللازمة.

يعتمد الحل المطور على استخدام محاكي ببتيد مضاد للميكروبات، يتميز ببطء تطور مقاومة البكتيريا له، ما يجعله أكثر فاعلية بالمقارنة مع المضادات الحيوية التقليدية. ويعتمد الباحثون على بوليمر يُعرف باسم بولي كابرولاكتون، الذي يملك خواصاً طبية معروفة وقابليته للتحلل الحيوي مما يعزز أمان المادة عند استخدامها طبياً. يجري تحويل المادة إلى ألياف نانوية دقيقة يبلغ قطر كل منها 700 ميكرومتر ليجري تحميلها بالببتيدات المطلوبة، حيث تنطلق هذه الببتيدات تدريجياً على مدى أسبوعين ما يساعد في الحفاظ على التأثير المضاد للبكتيريا وتجنب السمية العالية للخلايا.

في إطار الأبحاث الجارية، قام الفريق بإعداد تركيبات من بولي كابرولاكتون مضيفة إليه ببتيدات مختلفة، وتم التأكد من كفاءتها في مقاومة البكتيريا. وذكرت سولوفيوفا أن التجارب على النماذج الحيوانية ساعدت في تحديد حجم الجرعة المثالية للببتيد، بحيث توفر أعلى مستوى من مقاومة البكتيريا مع تخفيف الضرر المحتمل على خلايا الجسم. الوضع الراهن يتركز على اختبار المادة على الخنازير الصغيرة قبل الانتقال إلى التجارب السريرية على البشر لتقييم فعاليتها وسلامتها بشكل أشمل.

تدرس المجموعة البحثية أيضاً إمكانية توسيع استخدامات البوليمر الجديد ليشمل مجالات مثل صناعة غرسات العظام وطب الأسنان في المستقبل، لكن الاستخدام الأكثر أهمية الآن هو في تطوير ضمادات طبية مبتكرة، وتوضح سولوفيوفا أن هذا الابتكار الفريد من نوعه، القائم على محاكي الببتيد، لا يتوافر له نظير داخل روسيا أو على مستوى العالم.